مشروع الإدارة المتكاملة وصون الموارد المائية في محمية غابات اليرموك
عمان – الجمعية الملكية لحماية الطبيعة
تنفذ الجمعية الملكية لحماية الطبيعة مشروع الإدارة المتكاملة لصون الموارد المائية في محمية غابات اليرموك، الخاص بالإدارة المتكاملة للمياه في المحمية وما حولها، وذلك من خلال اتفاقية بتمويل من مؤسسة الأمير ألبرت الثاني- إمارة موناكو.
ويهدف المشروع، في إطاره العام، إلى تطبيق نهج متكامل لإدارة الموارد المائية الطبيعية في محمية غابات اليرموك، والتي تضمن المحافظة على نظام المياه الطبيعي، والاستخدام المستدام للموارد المائية في المنطقة.
وقالت مديرة المشروع في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ميرفت بطارسة، أن الأهداف المرجوة من المشروع تتمثل في الحفاظ على النظم البيئية المائية الطبيعية ذات الأهمية الوطنية والعالمية في محمية غابات اليرموك، وتشجيع أنشطة الاستخدام المستدام للأراضي ،والأنشطة ذات الجدوى الاقتصادية في حوض اليرموك، وذلك من خلال تطوير فعال لخطة إدارية للصون تهدف إلى تقليل التأثير السلبي على النظم البيئية الطبيعية للمياه في محمية غابات اليرموك.
كما بينت أن المشروع يعمل على زيادة مستوى الوعي والفهم لقيم المحافظة على الموارد المائية، وتمكين المجتمعات المحلية من المشاركة الفعالة في الحفاظ على الموارد المائية الطبيعية، والحد من تأثير الممارسات الزراعية غير المستدامة على الموارد المائية الطبيعية باستخدام مشاريع بديلة للأنظمة الزراعية تعتمد على الأنظمة التقليدية ذات النهج التشاركي .
وعن الخدمات التي يقدمها المشروع وكيف تنعكس على المحمية وعلى المجتمع المحلي قالت بطارسة، أن المشروع يساهم في تحسين واقع الممارسات الزراعية غير المستدامة، حيث اعتاد المزارعين على زراعة أنوع تستهلك كميات كبيرة من المياه، إضافة الى استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات، والتي لها تأثير سلبي على التربة، وكذلك تأثيرها على حوض نهر اليرموك. وكما هو معروف فان التلوث مشكلة كبيرة للمياه، يحدث التلوث من جراء استخدام المواد الكيميائية في الزراعة، وغيرها من النفايات الصلبة والسائلة. ولقد تم تدريب مجموعة من أبناء وسيدات المجتمع المحلى على الممارسات الصديقة للبيئة في مجال الزراعات البيئية المستدامة. وبدأ المتدربون بتأسيس حدائقهم البيئية لنقل المعرفة الجديدة والتجربة الى جيرانهم ومعارفهم.
وأضافت أن المشروع يعمل على بناء القدرات الفنية والمعلومات ومنها ما يتعلق بصناع القرار، هناك حاجة لفهم النظام المائي الطبيعي، والجريان المائي، و اثرها على أنواع الحياة البرية التي تعيش في محمية غابات اليرموك، وبشكل أكثر تحديداً نحتاج خبرات فنية في مجال أبحاث المياه ومراقبتها، وتحديد بعض المؤشرات البيئية التي تساعد في إدارة ومراقبة النظام المائي الطبيعي وصولا الى دمج هذه النتائج بتطوير خطط إدارة وصون النظام المائي في المحمية. ولقد تم إعداد خطة إدارة متكاملة للمياه ودمجها بالخطة الإدارية للمحمية.
واعتبرت أن جانب التوعية والتعليم البيئي، أحد الجوانب التي يركز عليها المشروع حيث برزت هناك حاجة لتطوير برامج التعليم البيئي والتوعية المتعلقة بإدارة الموارد المائية وصونها في محمية غابات اليرموك وما حولها حيث إن العديد من الأنشطة غير المستدامة التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على النظام المائي الطبيعي لنهر اليرموك ناجمة عن ضعف الوعي بقيم وخدمات النظام البيئي الطبيعي. كما أن هناك حاجة لتفعيل الحوار والتفاعل ما بين أصحاب العلاقة المعنيين والمستخدمين للمياه حول كيفية استخدام الموارد المائية المتوفرة بشكل افضل وبطريقة مستدامة.
وبحسب مدير المحمية محمد ملكاوي فان المنتفعين من البرنامج كانوا من المناطق المجاورة للمحمية وهي ملكا، المنصورة، أم قيس، المخيبة التحتا، المخيبة الفوقا، مبيناً أن الأنشطة التي نفذها المشروع ذات تأثير إيجابي لصالح الحيوانات والنباتات البرية التي تعيش في محمية غابات اليرموك .
وقال الملكاوي أن المشروع ينفذ مجموعة من الأنشطة منها بناء القدرات في مجال الممارسات الصديقة للتوفير في استهلاك المياه، والممارسات الزراعية الصديقة للبيئة، والتي تشمل تقنيات الحصاد المائي والري. بالإضافة الى البرامج الخاصة بالتخطيط البيئي المتكامل وإدارة الموارد المائية، وكذلك تشجيع الاستخدام المستدام لخدمات النظام البيئي المتعلقة بالأحواض المائية، وإجراء دراسات بيئية واجتماعية واقتصادية لمحمية غابات اليرموك كأساس لتنفيذ التخطيط والإدارة البيئية المتكاملة للموارد المائية.
ويرتكز المشروع، على النهج التشاركي وتشجيع أصحاب العلاقة والمجتمعات المحلية المستهدفة للمحافظة على النظام الطبيعي للموارد المائية في المنطقة، كما يساهم المشروع في الجهود الوطنية والدولية في صيانة وإدارة النظم البيئية في الأراضي الرطبة والمياه الطبيعية، من خلال إدخال هذا النهج المتكامل.
وقالت بطارسة أن المشروع يتطلع المشروع للوصول الى اتفاق على رؤية واضحة بين مختلف أصحاب العلاقة حول كيفية التعامل مع قضايا الموارد المائية في الموقع، وتوحيد الجهود المتفرقة. واعتماد النهج التشاركي اعتماداً على تحديد احتياجات مختلف أصحاب العلاقة ومنهم المجتمعات المحلية، ويأتي ذلك من خلال سلسلة من جلسات التشاور والحوار مع جميع أصحاب العلاقة.
وتأسست محمية اليرموك التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة في العام 2010 وتضم تنوعا حيوياً فريداً، وتحتوي المحمية على نوعين رئيسيين من النباتات أهمها البلوط المتساقط ، والنباتات المائية . وأظهر التقييم البيئي السريع أن هناك 59 نوعا من النباتات ، ومن بينها : البلوط المتساقط الأوراق ، والبطم الأطلسي ، وأوركيد الأناضول ، والصنوبر الحلبي . كما تشتمل المحمية على العديد من الحيوانات ومنها 20 نوعاً من الثديات، وفيها أكثر من 58 نوعا من الطيور والتي تمثل 14% من مجموع الطيور في الأردن، بالإضافة إلى عدد كبير من الأنواع الأخرى.
ومن المأمول أن تطبيق نهج متكامل لإدارة الموارد المائية الطبيعية في محمية غابات اليرموك يضمن المحافظة على نظام المياه الطبيعي، والاستخدام المستدام للموارد المائية وبالتالي حماية الأنواع البرية والنظام البيئي الطبيعي في المحمية.