غياب الإرادة السياسية يهدد بخسارة السباق في مواجهة التغيّر المناخي
باتت قضية التغيّر المناخي محور الاهتمام الخميس في دافوس حيث دعي مسؤولو الشركات وصناع القرار إلى التحرّك من قبل الأمين العام للأمم المتّحدة وفتاة سويدية ثائرة.
ونبّه الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش الخميس من “خسارة السباق” في مواجهة وتيرة التغيّر المناخي بسبب “غياب الإرادة السياسية”.
وقال غوتيريش خلال مداخلة بثّت بثّا مباشرا عبر فيسبوكإن وتيرة التغيّر المناخي أسرع من وتيرتنا ونحن بصدد خسارة السباق. وإنّها لكارثة لكوكبنا.
وتوجّه غوتيريش بالقول إلى المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين الملتئمين منذ بداية الأسبوع في منتجع دافوس في جبال الألب السويسرية والمقدّر عددهم بحوالى 3 آلاف إن “التطوّر أسوأ من المتوقّع ولا بدّ من قلب المعادلة”.
منتدى
دعوات الى الانتقال للطاقة النظيفة
وفي غياب وجوه بارزة في دافوس من أمثال دونالد ترامب وإيمانويل ماكرون اللذين سرقا الأضواء في نسخة العام 2018 الزاخرة بالفعاليات وتعذّر عليهما الحضور هذه السنة، تصدّرت المشهد شخصيات من قبيل جاين غودال عالمة الرئيسيات وآل غور نائب الرئيس الأميركي سابقا وديفيد أتنبره المتخصص في العلوم الطبيعية.
وكان وزير الخارجية الأميركي سابقا جون كيري قد قال في مقابلة مع “سي ان بي سي”، “نقترب من احترار بمعدّل أربع درجات مئوية خلال هذا القرن. وباتت اللامبالاة التي تبديها أغلبية البلدان إزاء هذا الوضع أشبه بالانتحار”.
وقد تعرّض اتفاق باريس حول المناخ لنكسة إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيّته سحب بلده من هذه المعاهدة. ويُخشى أن يحذو الرئيس البرازيلي الجديد جايير بولسونارو اليميني المتطرّف حذوه.
لكن بالنسبة إلى الأمين العام للأمم المتّحدة فإن التعهّدات المقطوعة في باريس “غير كافية أصلا”. وقد تعهّدت البلدان الموقّعة على هذا الاتفاق المبرم في العام 2015 حصر الاحترار المناخي بأقلّ من درجتين مئويتين نسبة إلى مستويات العصر ما قبل الصناعي.
وقال غوتيريش إنه “لا بدّ من أن تتّخذ البلدان تعهّدات أكثر طموحا”، مندّدا “بغياب الإرادة السياسية” علما أن التغيّر المناخي “هو أكبر مشكلة تواجه البشرية”.
والمشكلة ماثلة في كلّ الأذهان، فأثر التغيّر المناخي على النموّ الاقتصادي هو في قلب مخاوف المشاركين في المنتدى، بحسب ما كشفت دراسة أعدّها القيّمون على هذا الحدث نشرت الأسبوع الماضي.
واحتلّت مسائل الانتقال الى مجال الطاقة النظيفة وإزالة الغابات والحفاظ على المحيطات حيّزا كبيرا من المناقشات. وفي مطلع فترة بعد الظهر، يجتمع مسؤولون من “بيبسي” و”كوكا كولا” و”داوو كيميكل” لمناقشة مسألة محورها “تحويل اقتصاد البلاستيك” تردّد صداها في اجتماعات عدّة هذا الأسبوع.
وفي الكواليس، يكشف مدراء شركات كثيرون أنهم يدركون هول المشكلة ويبدون استعدادهم للتكيّف مع الحلول مع مراعاة مصالحهم الاقتصادية.
وقال باتريك بواينه الرئيس التنفيذي لمجموعة “توتال” النفطية في مقابلة مع “سي ان بي سي”، “لسنا مهتمين بمصادر الطاقة المتجددّة لمجرّد مراعاة الاعتبارات البيئية. فهي تهمّنا لأنها أفضل وسيلة للالتحاق بركب سوق الكهرباء”.
وعملاق النفط هو من بين المجموعات الداعمة لمركز أبحاث أميركي يعرف بـ “كلايمت ليدرشب كاونسل” يروّج في دافوس لاعتماد ضريبة كربون فعّالة توزّع عائداتها على الأسر مباشرة.
مندى
‘الوقت حان لنثور’
وحظي هذا الاقتراح بتأييد 27 فائزا بجائزة “نوبل” في مجال الاقتصاد وأربعة رؤساء سابقين للاحتياطي الفدرالي الذي يقوم مقام المصرف المركزي في الولايات المتحدة.
وتشنّ الفتاة السويدية غريتا تونبرغ البالغة من العمر 16 عاما من جهتها حملة بلا هوادة من أجل حماية البيئة. وقد دعيت للمشاركة في منتدى دافوس لتسليط الضوء على الرهانات المناخية.
وقد أطلقت الفتاة في آب/أغسطس “حركة إضرابية من أجل المناخ” وهي تتغيّب كلّ يوم جمعة عن المدرسة لتحتجّ على الوضع أمام البرلمان السويدي.
وتشارك غريتا في عدة فعاليات تقام على هامش المنتدى الاقتصادي لتوعية أقرانها خصوصا بأهمية الحفاظ على البيئة.
وهي قالت إن الوقت حان “لنثور غضبا”، بعد رحلة مدّتها 32 ساعة بالقطار من ستوكهولم. وقد اختارت الفتاة وسيلة النقل هذه تماشيا مع قناعاتها البيئية وتنديدا بالمواصلات الفارهة التي يعتمدها زعماء العالم، من طائرات خاصة ومروحيات، للوصول إلى هذا المنتجع الصغير في قلب جبال الألب.