الإعلام البيئي … تفكير بصوت مرتفع مع الأصدقاء الألمان
احمد حمد الحسبان
ليس انحيازا، وانما تقديرا لذلك الجهد الطيب، الذي لمسناه كمشاركين وحضور لتلك الورشة التي عقدت الثلاثاء الفائت، تحت عنوان» الاعلام البيئي حول خدمات النظم البيئية»، بتنسيق بين وزارة البيئة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي» g I z « . والتي كانت ورشة متميزة بكل تفاصيلها، ليس فقط في بناء قاعدة معلومات بيئية، وانما في التاسيس لتاهيل مجموعة اعلاميين متخصصين في مجال البيئة بكافة عناصرها، وهو المطلب الذي اعتقد انه بات ملحا، في ظل تنامي الإشكالات البيئية.
الورشة التي انعقدت على مدى يوم كامل، بدأت بالتعريف على مشروع» الاستخدام المستدام لخدمات النظم البيئية في الأردن»، قدمه الدكتور اوليفر شلاين منسق المشروع، والتي تشرفت بان أكون واحدا من المشاركين فيها، جمعت عددا من الخبراء المعروفين في المجال البيئي، مع عدد من الإعلاميين من مختلف التخصصات، ووسائل الاعلام. كما جمعت عددا من المختصين بالامور البيئية في المؤسسات المعنية، وجرى بين الجميع حوار» راق»، امتد ما بين تشخيص العديد من المشكلات البيئية، وكيفية التعامل معها والحد من تأثيراتها السلبية، وصولا الى تصورات حديثة للتعامل الإعلامي معها، وبناء شراكة حقيقية بعيدة عن الاحتواء بين الإعلامي والجهات المعنية بالملف البيئي.
بالطبع لم اكن حديثا على الاعلام البيئي، حيث سبق ان شاركت في اكثر من ورشة داخل الوطن وخارجه، وكنت واحدا من الأعضاء المؤسسين لجمعية حماية البيئة، وأحد الكتاب الذين تعاملوا مع القضايا البيئية على مدى عقود مضت، غير انني احسست بان هذه التجربة كانت متميزة ، حيث تجاوزت أسلوب المحاضرة المباشرة، وانطلقت في حوار يمكن تشبيهه بـ» التفكير بصوت مرتفع»، من كافة المشاركين الذين اظهروا مهارة في فهم القضايا البيئية الكبرى، ومنها تلك القضايا العابرة للحدود، وكيفية التعامل مع الفهم الخاطئ لـ» مخرجات» تلك القضايا.
في الورشة التي أشرفت عليها وتابعت تفاصيلها كاملة السيدة نور عوض من الوكالة الالمانية، كان هناك حوار جرئ ما بين المشاركين والخبير الوطني والدولي « مدير محمية ضانا سابقا « طارق أبو الهوى، والذي اكتسب سمعة دولية بحكم اهتماماته البيئية والتي حولته الى مستشار تستعين الكثير من دول العالم بخبراته في التعامل مع المحميات. وكان هناك حوار مماثل مع الخبير الوطني رائد بني هاني مدير مديرية حماية الطبيعة في وزارة البيئة ، وحوار أيضا مع السيد فريد مسمار من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي،وفقرات تعليمية وارشادية قدمتها الزميلة الدكتورة زينة حمدان بأسلوب متميز وفيه الكثير من الابداع.
خلال الورشة تزود المشاركون بـ « وجبة دسمة من المعلومات البيئية»، وترجموا بعض الصور الواقعية الى أفكار، وعناوين، تعبر عن فهمهم لطبيعة المشكلات، ومن ثم تشخيصها وتحويلها الى عناصر لمواد إعلامية متنوعة الاشكال، تعالج تلك الإشكالات، وباسلوب يجمع ما بين « العلمي والابداعي»، وصولا الى تحقيق الأهداف المعلنة، وهي جهود تستحق الشكر من كافة الأطراف المعنية تنسيقا ومشاركة واشرافا ومتابعة.