نافذة البيئة والتنمية الاخباري-وثّق أصدقاء صحيفة نيسان بالفيديو نفوق أسماك بالجملة في سيل الهيدان مؤخراً؛ بسبب شح المياه في مجرى السيل إضافة إلى التعدي الجائر من سائقي التنكات على المياه؛ لغايات بيعها أو لري وسقاية المواش في المنطقة.
وأطلق ناشطون في المنطقة حملة لإعادة الحياة للمنطقة بعد أن شارفت على الهلاك من دون أن تتحرك الجهات الرسمية أو حتى تمارس دورها الرقابي في حماية البيئة، ولا سيما ان أضرار موجة النفوق الجماعي تهدد الصحة العامة والاقتصاد والبيئة.
ويظهر الفيديو نفوق أسماك ببرك شحيحة المياه بمجرى السيل، ما يجعل الحاجة ملحة لقرار سريع بفتح سد الوالة لتغذية البرك المائية من جهة، وتشديد الرقابة على صغار المستثمرين ممن وجدوا في نقل المياه بصهاريج خاصة مصدراً سريعا للكسب والثراء.
وفي الوقت الذي تعتبر به الثروة السمكية من أهم مصادر الغذاء وعنصرا هاما في تحقيق مفهوم الأمن الغذائي، وأحد سبل دعم الاقتصاد المحلي والوطني في عدد كبير من الدول، يظهر الرسمي الأردني عدم مبالاة في رعايتها وحمايتها من الهلاك، مكتفياً بمشهد المتفرج ومن بعيد.
وبحسب تقارير صحافية مختصة فإن نفوق الأسماك يحدث بسبب إفراز بعض أنواع الطحالب لسموم بكتيرية تؤدي إلى الفتك بالأسماك وقتلها في الحال، خاصة وأن هناك كثيرا من الأسماك تتغذى على الطحالب، فيما تبرز المشكلة بامتداد أثر هذه السموم إلى صحة الإنسان، حيث أن تناول الأسماك النافقة أو المصابة يمكن أن يؤدي إلى حالات إسهال شديدة وحكات جلدية بل والشلل التام والوفاة أحيانا.
وتعزي التقارير ذاتها النفوق إلى أسباب كثيرة من بينها؛ تغير درجة حرارة الجو أو المياه أو درجة الملوحة أو الأمونيا في المياه بشكل مفاجئ، حيث يصعب على الأسماك في هذه الحالة التكيف أو التوائم مع هذه التغيرات الفجائية، ما يؤدي في النهاية إلى هلاكها.
وقد يحدث أيضا نفوق الأسماك بسبب العامل البشري من خلال صرف المخلفات البشرية والزراعية والصناعية وغيرها من الملوثات مباشرة في مياه أو البحيرات من دون معالجة، وهو ما قد يؤدي إلى تراكم السموم والمغذيات الصناعية في المياه بشكل زائد.