الادارة البيئية وتوظيفها على اسس سليمة .
بقلم : ناديا العنانزه
يواجه العالم حاليا الكثير من التحديات الصعبة والتي من ابرزها المشاكل البيئية والتي يرجع السبب فيها غالبا الى القصور الذي يعاني منه البشر في ادائهم الاداري والفكري والتنموي وتلبية المتطلبات الاساسية بالاضافة الى غياب أوضعف التشريعات والأنظمة البيئية التي تلزم الجهات المعنية إلى إدارة المخلفات البيئية بطريقة سليمة وصحية لا تضر بالإنسان وبيئته.
الاردن كغيره من دول العالم لم يكن بعيدا عن هذه التحديات خصوصا في ظل شح الموارد وعدم توفر الامكانات لاستغلال مساحات الاراضي الحرجية وعدم الاعتداء عليها الامر الذي ادى الى انحسارها بالإضافة الى ان هناك عوامل مؤثرة منها التغير المناخي الذي قد يحدث نتيجة لمسببات خارجية واغلبها يكون سببه الانسان والانشطة الغير مسؤولة التي يمارسها بحق الطبيعة والبيئة في البر والبحر والجو والتي لا نعرف عواقبها لغاية الآن .
ان معرفة الانسان لمدى اعتماد البلدان على البيئة يرجع الى اهمية ادراك البنية الاساسية البيئية والمشاكل التي تعيق التنمية وتضغط على استنزاف الموارد بشكل مستمر بالإضافة الى اهمية تحقيق التشاركية بين المجتمعات المحلية من اجل الوصول الى ما يسمى بالإدارة البيئية والمعرفة الحقيقية بعناصر البيئة وكيفية التعامل معها وتوظيفها بطرق سليمة وصحيحة .
ومن ابرز الامثلة على ضعف الادارة البيئية عدم قدرة الجهات المعنية على التعامل مع ما تعاني محافظة عجلون من تلوث بيئي نظرا لما يميزها عن مختلف محافظات المملكة من حيث كثرة المواقع السياحية وكثافة الغابات الحرجية التي تشكل ما نسبته 28% من مساحة أراضي المحافظة إضافة إلى مزايا المناخ والطبيعة الزراعية الجميلة التي تساهم في دعم الدخل القومي الامر الذي يزيد من نسبة زوارها ومرتاديها وبالتالي يزيد من حجم المخلفات البيئية التي يتركها الزوار خلفهم اضافة الى عدم وجود قوانين رادعة في حق “مافيات الحطب ” الذين يعتدون على الثروة الحرجية وخصوصا في فصل الشتاء لغايات التدفئة في البيوت او الاتجار بها .
هذه الثروة بحاجة إلى اهتمام ورعاية من قبل الجهات الحكومية والشعبية والجمعيات التطوعية وخاصة البيئية من اجل المحافظة على سلامتها وإيجاد طرق علاج ملوثاتها واستخدام طرق الادارة البيئية الحديثة وتوظيفها بما يساهم من التقليل من حجم الاضرار الجانبية على البيئة حيث لا تقف مشاكل عجلون عند هذا الحد بل تتعداه الى تلوث مصادر ينابيع المياه في عدد من المواقع في المحافظة وهي عين التنور في عرجان والقنطرة في عجلون وأم قاسم في راجب والتي تغذي 60% من سكان المحافظة وانتشار الحفر الامتصاصية بين الإحياء السكنية وتسرب المياه إضافة إلى وضع النفايات الصلبة في أماكن متعددة حيث أصبحت كثيرا من المواقع السياحية أشبة بالمكارة الصحية والآثار السلبية لمحطة التنقية في مدينة كفرنجة التي أصبحت تترك اثأرا سلبية على المجاورين من خلال انبعاث الروائح الكريهة مما أدى إلى هجر المزارعين لأراضيهم وزيادة إعداد المحاجر في المحافظة التي تؤدي الى تدمير البيئة والسلامة العامة لان هناك استغلالا جائرا للمنطقة ومواقع العمل وتصاعد الأتربة وتطاير الغبار على المناطق المجاورة وكذلك تدمير البنية التحتية والتي تسير عليها القلابات وما تسببه من تشققات وتصدعات للمنازل المجاورة جراء الاهتزازات الناجمة عن التفجيرات المتواصلة في منطقة المقالع إضافة إلى الاستعمال المخالف والذي نصت علية أنظمة المقالع.
ومن هنا لا بد ان من ايجاد حلول رادعة وتبني اساليب وسياسات على اسس علمية من اجل الاسهام في ادارة الجوانب البيئية لتحقيق التنمية المستدامة حيث يمكن ان يلعب الاعلام البيئي دورا كبيرا في تشكيل الوعي البيئي لدى المواطنين وخلق قاعدة صلبة لدعم التدابير اللازمة لحماية البيئة ونقل الأخبار والدراسات والمعلومات البيئية الصحيحة لدى الجمهور والإعلام كأداة لتشكيل الاتجاهات والمواقف تجاه القضايا البيئية وترشيد السلوك البيئي وتحديد الأوليات البيئية وحفز المشاركة الجماهيرية في اتخاذ قرارات التنمية المستدامة وتطبيقها وتشكيل قوة ضغط لمواجهة المشكلات البيئية .
مديرة مكتب صحيفة الانباط في اقليم الشمال
مدير موقع حروف الرسالة البيئي
رئيس هيئة تحرير وكالة انجاز الاخبارية