الإعلامي راشد علي عزبي فريحات رئيس اللجنة الإعلامية لجمعية البيئة الأردنية
يعيش العالم اليوم تحت وطأة أزمة من أخطر الأزمات التي عرفها الإنسان على مر التاريخ، وهي أزمة التغير المناخي. هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل بدأت تظهر آثارها تدريجياً نتيجة التدخلات البشرية المستمرة في النظام البيئي. منذ الثورة الصناعية وحتى الآن، أدى الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري واستنزاف الموارد الطبيعية إلى تغييرات كارثية في المناخ.
التغير المناخي يتمثل في ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ما تسبب في ظواهر بيئية خطيرة مثل ذوبان الجليد في القطبين، وارتفاع مستوى البحار، وتغير أنماط الطقس في مختلف أنحاء العالم. هذه التحولات تؤدي إلى كوارث طبيعية متزايدة، مثل الأعاصير المدمرة والفيضانات التي تجتاح المناطق المنخفضة، بالإضافة إلى الجفاف الذي يهدد الزراعة والأمن الغذائي.
الحياة البرية أيضاً أصبحت ضحية لهذه التغيرات، حيث تفقد الكائنات الحية مواطنها الطبيعية بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة. كثير من الأنواع تواجه خطر الانقراض نتيجة التغيرات السريعة التي تفوق قدرتها على التكيف.
التغير المناخي ليس مجرد تحدٍ بيئي، بل هو أزمة تطال كافة جوانب الحياة، من الاقتصاد إلى الصحة وحتى الاستقرار الاجتماعي. إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن الأجيال القادمة ستواجه عالماً مختلفاً تماماً، مليئاً بالتحديات والمخاطر التي لم يعرفها الإنسان من قبل.