التغير المناخي هو التحدي الأكبر الذي يواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين. إنه ليس مجرد ظاهرة طبيعية تتعلق بتغيرات في درجات الحرارة أو الأنماط الجوية، بل هو انعكاس للتأثير العميق للأنشطة البشرية على كوكب الأرض. منذ الثورة الصناعية وحتى يومنا هذا، أصبحنا نشهد ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة العالمية نتيجة انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات، والاعتماد المفرط على الصناعات الثقيلة.
آثار التغير المناخي أصبحت واضحة للجميع. ظواهر الطقس المتطرفة كالأعاصير العنيفة والجفاف والفيضانات المتكررة أصبحت تحدث بوتيرة أعلى، مسببة خسائر بشرية ومادية جسيمة. ذوبان الجليد القطبي وارتفاع منسوب البحار يشكلان تهديداً مباشراً للمدن الساحلية، ما قد يؤدي إلى تهجير الملايين من البشر في العقود القادمة. كذلك، فإن تأثير التغير المناخي يمتد ليشمل الزراعة والأمن الغذائي، حيث تتأثر المحاصيل الزراعية بسبب الجفاف وتغير مواسم الأمطار، مما يعرض العديد من الدول لمخاطر نقص الغذاء.
التغير المناخي ليس فقط قضية بيئية، بل هو أزمة صحية واقتصادية واجتماعية تمس حياة كل إنسان على هذا الكوكب. الكائنات الحية أيضاً ليست بمنأى عن هذه التغيرات، إذ تواجه العديد من الأنواع خطر الانقراض بسبب فقدان مواطنها الطبيعية وتغير الظروف البيئية.
هذه الأزمة تتطلب وعياً وإدراكاً جماعياً لحجم المشكلة، حيث إن حماية البيئة والحفاظ على موارد الكوكب مسؤولية مشتركة تستوجب تعاوناً عالمياً لمواجهة هذا التحدي وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
الاعلامي أسامة القضاة / عضو جمعية البيئة الأردنية