كتبت : ناديا العنانزه .
يحمل الشتاء هذا العام تهديدات لا آخر لها لسكان قطاع غزة الذي يعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم فبعد أيام متواصلة من الإبادة الجماعية بنيران جيش الاحتلال انتشرت الأمراض والأوبئة الناتجة عن نقص حاد في كافة مقومات الحياة ما يجعل من الشتاء هذا العام كارثة حقيقية على أهل غزة ومعها كوكب الأرض بأكمله.
كان قطاع غزة يعانى من مشاكل صحية وبيئية بسبب الحصار وخلال الشهرين الماضيين ازداد الوضع سوءًا بعد أن قصف جيش الاحتلال غزة بأطنان من المتفجرات بعضها عبارة عن قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليًا ودمر بها كافة سبل الحياة في القطاع إذ انتشر الدخان السام في الهواء واختلطت المياه الجوفية بالمجارى وحُرقت أشجار الزيتون وانتشرت الجثث في الشوارع وتحت الأنقاض وتراكمت القمامة ونفايات المستشفيات على جوانب الطرق الامر الذي أنذر بكارثه بيئيه ألقت بظلالها على التغير المناخي.
إن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة أضيفت إلى آثار أزمة المناخ العالمية والجفاف ما يضاعف عجز التصدي للتغير المناخي ويؤدي لعواقب بيئية خطيرة على المدى البعيد.
أن الحد الأدنى لكمية المياه اللازمة للشخص الواحد يوميا في غزة هي 100 لتر فإن هذا الرقم ينخفض إلى 45 لترا في غزة و50 لترا في القدس والضفة الغربية ، و20 لترا في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال لذلك فإن ندرة المياه في غزة دفعت الناس إلى شراء المزيد من المياه من الشركات الخاصة وحاول 97 بالمئة من السكان تلبية احتياجاتهم من المياه من صهاريج المياه الخاصة غير المنظمة ومحطات المعالجة الصغيرة غير الرسمية.
هناك دراسات تحمل عنوان “إعادة هيكلة لجنة المياه الإسرائيلية الفلسطينية” أعدت من قبل خبراء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في 2019 إن متوسط هطول الأمطار السنوي في المنطقة (الشرق الأوسط) سينخفض بنسبة 10 إلى 30 بالمئة بحلول 2100 وفي نفس الفترة سترتفع درجات الحرارة بمقدار 3 إلى 5 درجات وهذا سيزيد من حرارة المنطقة والذي من الممكن أن يؤثر على الإنتاجية الزراعية والإمدادات الغذائية مما يسبب عدم استقرار الأسعار ونقص الغذاء.
و دراسة أخرى بعنوان “خيارات واستراتيجيات التخطيط للمناخ والأمن المائي في الأراضي الفلسطينية المحتلة تم نشرها في جامعة الأمم المتحدة تؤكد أن الأراضي الفلسطينية منطقة تعاني من الحرارة والجفاف وندرة المياه معرضة للخطر.
يتوجب مواصلة العمل لإيجاد حلول لتحقيق العدالة المناخية في فلسطين ولكن الواقع انه لا يوجد مناخ للعدالة في ظل الاحتلال.
مستشارة وناطق اعلامي في جمعية البيئة الاردنية.
مدير موقع نافذة البيئة والتنمية الاخباري التابع لجمعية البيئة
مدربة متخصصة في مجال الاعلام البيئي .