مشاركو المنتدى الإقليمي لقادة المحميات يطلعون على تجربة “أيلة”
اطّلع المشاركون في المنتدى الإقليمي لقادة المحميات على تجربة “أيلة” الريادية باعتباره أحد أكبر المشاريع الحضرية على المستوى الوطني ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، الصديقة للبيئة، ويولي الاستدامة جلّ عنايته وطوّر لأجل ذلك برامج مخصصة لحماية البيئة البحرية والبرية وتقليل الانبعاثات.
ويضم المنتدى الإقليمي لقادة المحميات الذي تنظمه الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالتعاون مع مكتب البرامج الدولية لخدمات الغابات الأمريكية 30 خبيراً ومختصاً في مجالات حماية المحميات من 8 دول عربية بالإضافة إلى الأردن وخبراء من الولايات المتحدة.
وخلال جولتهم في مرافق “أيلة” التي رافقهم فيها أعضاء الادارة التنفيذية لشركة واحة أيلة للتطوير، اطلع المشاركون في المنتدى الإقليمي على المرافق الرئيسية للمشروع الحضري ومن بينها محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، التي تعمل على تغطية الأحمال الخاصة بضخ مياه البحر الأحمر لتغذية البحيرات الصناعية في المشروع بحولي مليون متر مكعب يومياً على مساحة 750 دونماً، مما أضاف 17 كم من الواجهات البحرية للعقبة. وتنتج المحطة 3.2 ميغاواط من الطاقة النظيفة، تم تصميمها وفقاً لأعلى المواصفات البيئية العالمية لضمان فعالية طويلة الأجل وكفؤة للطاقة الخضراء.
واستعرض المشاركون أيضاً مشوار أيلة الطويل في مجال سياسات وبرامج حماية الموارد الطبيعية وبرنامج استزراع 1700 من الشعاب المرجانية التي توزعت على اكثر من 100 قاعدة، بهدف توفير بيئة ملائمة للأسماك. فضلاً عن برامج خاصة للطيور المهاجرة حيث تعد أيلة موئلاً لها وتتعاون مع المؤسسات المعنية، لاستقطاب هذه الطيور وزيادة أعدادها، مع استضافة “أيلة” لأعداد وافرة من طيور البجع زاد على 20 طيراً بعد تعرضها لسوء معاملة.
ورحّب المدير التنفيذي لشركة واحة أيلة للتطوير المهندس سهل دودين بالمشاركين في فعاليات المنتدى منوهاً إلى أن “أيلة” أخذت زمام المبادرة لتحقق السبق، في تدشين برامج حماية الموارد الطبيعية، بغية تطوير مشروع صديق للبيئة، والذي كان أحد القيم الرئيسية للمشروع حينما انطلق كفكرة على الخرائط قبل حوالي عقد ونصف من الزمن.
وتابع المهندس دودين قائلاً: “انضممنا إلى النهج العالمي بتطبيق أفضل الممارسات البيئية وتلك الخاصة بحماية الموارد الطبيعية بالاستفادة من موقعنا على خليج العقبة حيث طورنا استراتيجة متعددة الأبعاد تقوم على الحفاظ على الحياة الطبيعية البحرية والبرية، ووصولاً إلى الطيور المهاجرة، بالتوازي مع الأنشطة البيئية الخاصة مثل “إعادة التدوير” واعتماد “الطاقة الخضراء” لتحمل مسؤولياتنا في خفظ الإنبعاثات، مع التركيز على محور الأنشطة الدائمة كالتثقيف البيئي والطبيعي وهو ما أكدت عليه أيضاً استراتيجتنا للمسؤولية المجتمعية”.
وأختتم دودين بالقول: “نواصل صدارة المؤسسات الراعية والداعملة لأنشطة الحماية الطبيعية والبيئية، وكان من أبرزها حملة نظفوا العالم، التي نظمتها الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية ورعاية أنشطة ساعة الأرض العالمية، الأكبر والأضخم على المستوى العالمي، وأسهمت في تسليط الضوء على دور الأردن في حماية الطبيعة والإرث الوطني، وإدخال شواطئ أيلة لبرنامج العلم الأزرق وهو أحد البرامج التعليمية البيئية التابعة للمؤسسة العالمية للتعليم البيئي ومطبق في 38 دولة”.
وأبدى المشاركون في فعاليات المنتدى اعجابهم بتجربة “أيلة” باعتبارها نموذج للمشاريع الحضرية التي أولت اهتماماً بالغاً في الجوانب الطبيعية والبيئية في كافة مراحل المشروع وفقاً لمخطط شمولي واضح ومتكامل.
يشار إلى أن اختيار أيلة كإحدى المحطات لفعاليات المنتدى التي شملت عدة مواقع في المملكة، قد جاء لالتزامها الكامل بالحفاظ على الحياة الطبيعية في أروقتها وكونها مثالا يحتذى به في نهج التوازن بين التطوير والاستثمار الحضري متعدد الاستخدامات، والاستدامة البيئية والطبيعية، والحفاظ على المقدرات الطبيعية في مراحل التخطيط والتنفيذ.