بترا-رندا حتاملة- يوافق يوم غد الثالث من آذار اليوم العالمي للاحتفال بالأحياء البرية والذي أقرته الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة بهدف زيادة الوعي لدى الإنسان بأهمية حماية الأحياء البرية سواء كانت نباتات أو حيوانات.
وأكد مختصون بهذه المناسبة أن تعدد الأقاليم المناخية في الأردن يشكل سبباً في إيجاد تنوع فريد بالأحياء البرية رغم مساحة الأردن الصغيرة جغرافيا إذ ينفرد بتنوع بيئي متميز أدى لاحتضانه تنويعا بريا وإحيائيا فريدا أسهمت فيها الاختلافات المتباينة فـي الخصائص الفيزيائية (الارتفاعات ودرجات الحرارة وكمية الأمطار).
كل هذه العوامل أدت إلى توفر اختلاف في الأقاليم الجغرافيـة الحيوية، حيث يوجـد فـي المملكـة أربعـة أقاليـم جغرافيـة وهي: إقليم البحر الأبيض المتوسط والإقليم الطوراني وإقليم النفوذ السوداني وإقليم الصحراء العربية.
ويحتضن الأردن بمساحته الجغرافية أنواعا كبيرة من الأحياء البرية وتشارك الجمعية الملكية لحماية الطبيعة العالم الاحتفال باليوم العالمي للأحياء البرية حيث تولي الجمعية الأحياء البرية جل اهتمامها باعتبارها سببا رئيسا في استمرار الحياة.
وقال مدير عام الجمعية بالوكالة فادي الناصر إنه ورغم صغر مساحة الأردن الجغرافية، إلا أنه يتمتع بغنى وبتنوع حيوي وموائل حيوية فريدة، لافتا الى أن هذا الغنى والتنوع في الموائل والأقاليم هو السبب في تواجد أعداد كثيرة من الأنواع البرية الحيوانية والنباتية على حد سواء. وأضاف أن وجود الإنسان يعتمد على وجود الأحياء البرية بتنوعها، والتنوع الحيوي الذي يشمل أشكال الحياة كافة الموجودة على كوكب الأرض، فضلاً عن البيئات الطبيعية التي تنمو فيها هذه الأشكال وهو ما ينطبق على وطننا الأردن الذي يعتمد وجودنا وحياتنا فيه على صحة واستدامة التنوع الحيوي. ويقول باحث الدراسات النباتية بلال العياصرة إن هذا التنوع في الأقاليم والمناخات السائدة ضمن مساحة البلاد الصغيرة ساعد على وجود 13 نمطا نباتيا تتوزع على كامل مساحة البلاد مع ما تحويه من تنوع حيوي في الموائل الطبيعية والأنواع الأحيائية. وأضاف أن العـدد الإجمالي للأنواع النباتية المسجلة فـي الأردن بلغ 543,2 نوع تنتمـي الـى 142 عائلة ويمثـل هـذا العـدد مـا نسـبته 1 بالمئة مـن نباتـات العالـم والبالـغ عددهـا 250 ألف نوع. بدوره، قال منسق الدراسات الميدانية في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة المهندس ثابت الشرع إن التنوع الفريد في الأقاليم في الأردن أدى لوجود عدد من الأنواع الحيوانية من مفترسات وقوارض وزواحف وغيرها من الأنواع الحيوانية التي تتواجد في البيئات الأردنية. وفيما يتعلق بالثديات، قال إنه تم تسجيل 82 نوعا من الثدييات في الأردن تتبع لـ27 عائلة تقسم كالتالي: خمس أنواع من آكلات الحشرات تتبع لعائلتين، 26 نوعا من الخفافيش تتبع لـ9 عائلات، 16 نوعا من المفترسات تتبع لـ5 عائلات، اضافة لنوع واحد من الوبريات يتبع لعائلة واحدة، وخمس أنواع من ذوات الأظلاف تتبع لعائلتين، نوع واحد من الأرانب البرية يتبع لعائلة واحدة و28 نوعا من القوارض تتبع لـ7 عائلات.
يذكر أن مجتمع الثدييات بشكل عام قد تعرض وما زال لمهددات وممارسات بشرية عديدة أدت الى تناقص الأعداد بالإضافة الى انقراض بعض الأنواع التي كانت تقطن بيئات المملكة منها (النمر العربي، الدب السوري، النعام السوري، الغزال الجبلي والأيل الفارسي). كما وقد تم العمل على إعادة توطين عدد من الأنواع الحيوانية البرية من خلال برامج إعادة الإكثار التي قامت بها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة لعدد من الأنواع هي (المها العربي، الأيل الأسمر والحمار البري السوري).
أما الزواحف فبين الشرع أنه وخلال الدراسات والأبحاث التي تمت من قبل فريق الأبحاث في الجمعية على الزواحف في الأردن فقد تم تسجيل 99 نوعا من الزواحف تنتمي الى 18 عائلة ومقسمة كما يلي: 56 نوعا من السحالي، 38 نوعا من الأفاعي وخمسة أنواع من السلاحف (ثلاثة أنواع تعيش في المياه البحرية، نوع واحد يعيش في المياه العذبة ونوع واحد يعيش على اليابسة). وفيما يتعلق بالبرمائيات فتشتمل الأنواع البرمائية في الأردن على عدة أنواع من الضفادع والعلجوم والسلمندر. وتم تسجيل خمسة أنواع تتبع لخمس عائلات حيث انقرض نوعان وهما السلمندر والضفدع السوري، فيما تم تسجيل أنواع الضفادع في الأردن وهي ضفدع الرانا وضفدع الاشجار والعلوم. بدورها تحدثت القائم على نظم قواعد البيانات في الجمعية الملكية أنسام الغليلات حول رؤية الجمعية، قائلة إنه تم توثيق جميع بيانات العينات الحيوانية والتي تشمل الثدييات والزواحف والطيور والنباتات البرية من حيث التصنيف العلمي ابتداءً من المملكة التصنيفية، انتهاءً بالنوع كما وقد تم وضع وصف عام لكل نوع بالإضافة إلى معلومات قد تهم الأكاديميين من ناحية المراجع التي تم ذكر هذا النوع فيها والتوزيع المكاني وقريبا سوف يتم إدراج خارطة توزيع محدثة لكل نوع.
من جانبها قالت أخصائية نظم المعلومات الجغرافية المهندسة ليا ماجد إن فريق وحده نظم المعلومات الجغرافية في الجمعية يعمل على تبويب المعلومات المكانية واستخدامها في بناء النماذج الرقمية الدالة على التغيرات في قيم التنوع الحيوي. –(بترا) رح/ب ع/س أ02/03/2022 20:47:50