نافذة البيئة والتنمية الاخباري
نافذة البيئة و التنمية -ناديه العنانزه
تهدد حرائق الأعشاب الجافة والاشجار التي تحدث خلال فصل الصيف مناطق واسعة في قرى وبلدات محافظة عجلون والغابات الحرجية والاراضي .
وتسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير مؤخرا ووجود كميات كبيرة من الأعشاب الجافة والشجيرات بنشوب العديد من الحرائق مما يهدد الغابات الحرجية القريبة من مختلف المواقع المتشابكة والمتشعبة والتي تمتد لآلاف الكيلومترات .
ودعا مختصون بيئيون وممثلو عدد من الجمعيات البيئية وعدد من ابناء المحافظة الى ضرورة إعداد خطة طوارئ متكاملة لمكافحة حرائق الغابات وبمشاركة الجهات المعنية وخصوصا أن أغلب الحرائق التي تحدث داخل الغابات أو خارجها هي نتيجة لوجود الاعشاب الجافة والتي من شأنها المساعدة على إمتداد الحرائق وبشكل سريع وواسع الإنتشار.
واشار رئيس مجلس المحافظة عمر المومني الى اهمية اعداد خطط مسبقة لتلافي او الحد من الحرائق التي تتكرر بشكل مستمر خلال فصل الصيف وتؤدي الى الحاق الاضرار بمئات الدونمات والاشجار الحرجية والمثمرة والتي تحتاج الى وقت طويل حتى تعيد نظامها البيئي كما أنها بحاجة الى جهد وتكاليف عالية من قبل الجهات ذات العلاقة والمسؤولة عن هذه الثروة الوطنية الحيوية المهمة.
وبين انه سيتم تقديم اقتراح لتشغيل ايدي عاملة على نظام الموسمي للمساهمة في الجهود التي تبذل لازالة الاعشاب الجافة من مخصصات مجلس المحافظة .
وبينت عضو جمعية الكوكب الاخضر لحماية البيئة ربيعه المومني ان الجهات المعنية عليها مسؤولية الحفاظ على هذه الغابات ومراقبتها على مدار الساعة وحمايتها من الاعتداء سواء كان بالحرق أو القطع أو الرعي الجائر سيما وأنها ذات امتداد واسع ويجب أن تراقب باستمرار .
وقال نائب رئيس جمعية البيئة الاردنية المحامي معاذ البدور الى ضرورة اتباع الاساليب البيئية الامنة من الاعشاب الضارة وذلك من خلال إستخدام عملية التعشيب الآلي والتعشيب اليدوي والسماح لأصحاب الثروه الحيوانية بالرعي داخل الغابات مع الإنتباه والحرص الشديدين على عدم إقتراب الحيوانات من الأشجار الحرجية في تلك المناطق.
واشار ان الجمعية اصدرت بيانا تحذر فيه من خطورة الحرائق على الغطاء النباتي و تدمير الأنظمة البيئية وفقدان العديد من الأشجار ذات القيمة التي تصل أعمارها إلى مئات السنين وأن الخطر الاكبر الذي يهدد الثروة الحرجية هو قيام مجهولين يفتعلون الحرائق ويستخدمون أساليبا عديدة من أجل الاضرار بالثروة الحرجية والغابات وفي مناطق مختلفة الامر الذي يشكل صعوبة لاطفائها وخاصة ان المحافظة تضاريسها جبلية ووعرة .
واكد عضو لجنة تنسيق العمل التطوعي والاجتماعي الدكتور فراس القضاه على اهمية الانتباه الى عبث الأطفال وبخاصة في فترة الصيف ومع إرتفاع درجات الحرارة العالية حيث يعمد الكثير منهم خلال العطلة الصيفية الى اللعب بالألعاب النارية والمفرقعات وأعواد الثقاب بجانب الأراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية الأمر الذي يسبب إنتشار الحريق بسرعة تعجز الجهات المعنية عن إنقاذها بالسرعة المطلوبة بالاضافة الى عدم رمي أعقاب السجائر من السيارات أثناء عملية القيادة وعدم التخلص من النفايات بالحرق وخاصة في ظل إرتفاع درجات الحرارة العالية هذه الأيام مع ضرورة الإسراع في عملية حصاد المزروعات الحقلية بالسرعة الممكنة من قبل المزارعين للمحافظة على المحاصيل الزراعية وحمايتها من التلف والحريق والدمار.
ودعت عضو لجنة تنسيق العمل البيئي المهندسة ابتهال الصمادي الى ضرورة تنسيق وتوحيد الجهود بين جميع الجهات والأطراف المعنية لمواجهة الحرائق وأي أمور طارئة والعمل بروح الفريق لحماية الغابات ومنع التعديات عليها مبينة اهمية التعاون للتخلص من الأعشاب الجافة لما تسببه من أضرار وخسائر كبيرة على الثروة الحرجية والغابات التي تعد رئة ومتنفس المحافظة.
واشارت مصادر في دفاع مدني المحافظة انه تم التعامل منذ بداية الصيف مع 33 حريقا بمساحة 1571 دونم الحقت اضرارا بــ 2700 شجرة حرجية ومثمرة .
وبينت المصادر ان المديرية وضعت خطة استباقية للتعامل مع الحرائق والحد منها وعملت على تفعيل خطة الطوارئ وتشكيل فريق لحرائق الغابات خاص بكوادر دفاع مدني عجلون تم اشراكهم بعدة دورات داخلية .
واشارت المصادر ان الاجراءات التي اتخذتها المديرية لحماية الغابات من الحرائق تتضمن فتح طرق زراعية داخل الغابات من اجل سهولة وسرعة الوصول الى مكان الحريق بالتعاون مع الزراعة والبلديات وتكثيف دوريات الزراعة من اجل الحد من الاعتداءات وازالة الاعشاب الجافة و عقد الاجتماعات مع الجهات المعنية من اجل تكثيف الجهود للحفاظ على الغابات وكافة المناطق بالاضافة الى التركيز على الجانب التوعوي والارشادي للمواطنين بكل السبل المتاحة من اجل المحافظة على الاشجار الحرجية وحمايتها من الاعتداءات سواء بالحرق او التقطيع .
وقال مدير زراعة عجلون المهندس رائد الشرمان ان المديرية خصصت للتعامل مع الحرائق تنكين مياه بسعة 10 م لكل تنك وتراكتور رش في المناطق الوعرة وسيارة دبل كمين يعمل عليها 4 عمال مجهزين بطرمبات رش محمولة مبينا ان هناك 35 طوافا في عجلون و15 في لواء كفرنجه لمراقبة الغابات .
وبين الشرمان ان المديرية تساند الجهات المعنية في التعامل مع الحرائق من خلال الخطة التي وضعتها والتي تتضمن ازالة الاعشاب الجافة وحرق الاعشاب على جانبي الطرق وفتح خطوط نار لسهولة الوصول الى منطقة الحريق .
بدوره اكد محافظ عجلون رئيس لجنة السلامة العامة سلمان النجادا انه تم عقد اجتماع مع جميع الجهات المعنية من الدفاع المدني والزراعة والأشغال والبلديات والبيئة من أجل اتخاذ التدابير الضرورية للحد من حرائق الصيف وحماية الغابات من جميع أشكال الإضرار بها أو التعدي عليها مشددا على أهمية العمل والتنسيق بين مختلف الدوائر لمواجهة حرائق الصيف التي تسببها الأعشاب الجافة المنتشرة بين الغابات وعلى جوانب الطرق .
وبين ان هناك متابعة وتنسيق مستمر مع هذه الجهات من اجل التعامل بحزم مع مفتعلي الحرائق واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم حفاظا على هذه الثروة الوطنية .
