- التغير المناخي وآثره على البيئة
- خطر التغير المناخي يهددنا جميعاً فعلينا أن نتحد معاً كي نواجهه.
كتبت : الاء ابو هليل
يمثل تغير المناخ أحد أهم القضايا البيئية على المستويين الوطني والعالمي، نظراً لما ينطوي عليه هذا التغير من مخاطر اقتصادية واجتماعية وبيئية.
ويشكّل تغيّر المناخ تهديداً أساسياً لصحة الإنسان ويؤثّر على البيئة المادية وعلى جميع جوانب النظم الطبيعية والبشرية بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية وأداء النظم الصحية.
ولذلك، فهو عامل مضاعِف للتهديد يقوّض عقوداً من التقدم الصحي، ويُحتمل أيضاً أن يعكس اتجاه هذا التقدم ومع تغير الظروف المناخية، لُوحظ حدوث ظواهر جوية ومناخية أكثر تواتراً وكثافة، بما في ذلك العواصف والحرارة الشديدة والفيضانات وحالات الجفاف وحرائق الغابات.
وتؤثر هذه المخاطر الجوية والمناخية على الصحة بشكل مباشر وغير مباشر، ممّا يزيد من خطر الوفيات، والأمراض غير السارية، وظهور الأمراض المعدية وانتشارها، وحدوث حالات الطوارئ الصحية.
ويؤثر تغير المناخ أيضاً على القوى العاملة والبنية التحتية في مجال الصحة، ويحدّ من القدرة على توفير التغطية الصحية الشاملة. والأهم من ذلك أن الصدمات المناخية والضغوط المتزايدة، مثل تغير درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار والجفاف والفيضانات وارتفاع مستويات سطح البحر، تؤدي إلى تدهور المحددات البيئية والاجتماعية للصحة البدنية والعقلية.
وتتأثّر جميع جوانب الصحة بتغيّر المناخ، من نقاء الهواء والماء والتربة إلى النُظم الغذائية وسُبل العيش.
وسيؤدي المزيد من التأخير في التصدي لتغير المناخ إلى زيادة المخاطر الصحية، وتقويض عقود من التحسينات في الصحة العالمية، والتعارض مع التزاماتنا الجماعية بضمان حق الإنسان في الصحة للجميع.
وحظيت هذه القضية باهتمام مبكر وبالغ في المملكة الأردنية الهاشمية ، وتعددت الجهود التي تبذلها المملكة من قبل المؤسسات والجمعيات المعنية لمواجهة تداعيات التغير المناخي والتكيف مع تأثيراته المحتملة على النظم البيئية والقطاعات الاقتصادية، وتبنت في سياق هذه الجهود مجموعة مهمة من السياسات شملت سياسة التنويع الاقتصادي والتركيز على الاقتصاد الأخضر، وسياسة تنويع مصادر الطاقة بالتركيز على الطاقة المتجددة والنظيفة وتعزيز كفاءة الطاقة، وسياسة النقل المستدام، والتخطيط الحضري المستدام.. وغيرها.
ويشهد الأردن فترة جفاف، هي الأسوأ في تاريخه، وهي ناتجة عن التغيير المناخي، فسببها انخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما ينعكس بصورة كارثية على قطاعات المياه والزراعة في منطقة الأغوار ووادي الأردن بشكل خاص، أي أن المناطق التي كانت تعتبر سلة الغذاء للأردن أصبحت مهددة وغير قادرة على استدامة إنتاجها.
وتعمل وزارة البيئة ، بالتعاون مع الجمعيات البيئية من ضمنها جمعية البيئة الأردنية التي تعتبر من أنشط الجمعيات البيئية في المملكة وتنفذ الأنشطة والفعاليات على مدار العام لتبني هذه الظاهرة بالتنسيق والشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، وذلك تعزيز اً للجهود المبذولة للتعامل مع قضية التغير المناخي، تخفيفاً وتكيفاً، من خلال الخطة الوطنية للتغير المناخي والتعامل مع التحدي الى انجازات تساهم في تعزيز التنمية المستدامة .
وشهدت المملكة خلال السنوات الماضية الكثير من مظاهر التغيرات المناخية، ولعل أبرزها تبدل فصول السنة وانزياحها بشكل مستمر مع ما يعنيه ذلك من تبدل في معدلات الحرارة بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل وبمرور الوقت تؤدي ردات الحرارة المرتفعة إلى تغيرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد و التساقطات المطرية ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض مما يدل ذلك العمل على إيجاد الحلول والبدائل للتعامل مع قضية التغير المناخي.
ويساهم تغير المناخ بشكل مباشر في حدوث حالات الطوارئ الإنسانية الناجمة عن موجات الحر وحرائق الغابات والفيضانات والعواصف والاعاصير التي تتزايد من حيث التوتر والشدة .
ان التغير المناخي نتاج سنوات طويلة من عدم الاكتراث من قبل الدول الصناعية، وكذلك هو نتاج حالة من عدم القدرة على الاستشراف المستقبلي من قبل صانعي القرار في العالم لفترات طويلة، ولكن التغير المناخي جعلنا ندرك أننا جميعنا نعيش على كوكب واحد ومصيرنا مرتبط ببعضنا البعض، وإن لم نستطع اليوم على اتخاذ خطوات تقدمية وجريئة لمعالجة ما يمكن معالجته فيما يتعلق بالتغير المناخي وبناء قواعد وآليات للتعامل مع ا يفرضه التغير المناخي من مستجدات، ستبقى محاولات الدول الفردية غير ذي جدوى. خطر التغير المناخي يهددنا جميعاً فعلينا أن نتحد معاً كي نواجهه.