طالب نشطاء بيئيون وجمعيات بيئية من مختلف مناطق المملكة واتحادات بيئية واهالي منطقة المعراض – الكته في جرش بنقل المحطة التحويلية للنفايات التي تم تجريف قرابة 12 دونما من الأراضي الحرجية لإقامتها في المنطقة، الى مكان اخر بحيث لا تلحق اي ضرر بالطبيعة والبيئة.
جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية بدعوة من أهالي المنطقة نظمتها جمعية دبين للتنمية البيئية المدافعة عن الطبيعة والبيئة امس الاول.
وبينوا «ان المحطة التحويلية أمر مُلح وضروري في جرش وبقية مدن المملكة لما تملكه من حلول لتحسين الواقع البيئي إلا أن اختيار قطعة الأرض التي من المفترض إقامة المشروع عليها جاء خاطئا وجانب الصواب.
ولخّصوا رفضهم لما حدث في شعارات رفعوها خلال الوقفة الاحتجاجية، كان من ابرزها (الاعتداء على البيئة تدميرا لها).
ونوهوا «الى ان المشروع سوف يتسبب بانتشار الروائح الكريهة ويصبح مكانا جاذبا للحشرات؛ ما يؤدي لانتشار الأمراض الجلدية.
وقرر نشطاء بيئيون وأهالي زراعة الموقع المقرر اقامة المحطة عليه بمئتي شجرة تعويضا عن الاشجار المعمرة التي تم اقتلاعها من الموقع والذي يزيد عددها عن عشرة اشجار تقدر اعمارها بمئات السنين.
وطالبوا بتحول المنطقة التي تم تجريفها والتي تقدر مساحتها بـ«12» دونما الى متنزه أو اعادة زراعتها بالأشجار ووقف الاستهتار بالأراضي الحرجية، التي باتت تشكل أقل من 0.8% من المساحة الكلية للمملكة.
وشدد رئيس جمعية الارض والانسان محمد ليحو «على أن الجمعية تصر على موقفها من المشروع من حيث انها مع المشروع كمشروع يخدم ابناء المنطقة ولكن على ان ينقل الى مكان اخر.
وحذرت رئيسة جمعية دبين للتنمية والبيئة هلا مراد»، من حدوث تلوث في احواض المياه في المنطقة، وقالت «إنه بات من الضروري استدراك حجم المشكلة من قبل الجهات المعنية من خلال نقل المشروع الى منطقة اخرى ضمن مشروع متكامل يحول دون وقوع تلوث للمياه ويلحق اضرار بالبيئة.
واكـدت مـراد واهـالـي الـمـنـطـقـة ورؤسـاء الـجـمـعـيـات الـبـيـئـيـة بـأنـهـم ليس ضد المشروع، وبانه مطلب ملح وضروري، الا انهم يطالبوا بنقل المحطة الى منطقة أخرى لا تسبب الضرر لأي تجمعات سكانية أو تتعدى على أراضي الحراج.
وبينت مراد وبحسب كتاب رئاسة الوزراء الذي فوض البلدية بإقامة المحطة فان المساحة التي من المفترض اقامة هذه المحطة عليها تبلغ 5 دونمات إلا أنه تم تجريف 12 دونما وإلحاق الضرر بـ 10 دونمات أخريات، من خلال القاء الطمم ومخلفات التجريف (وذلك بحسب تقرير لجنة رسمية شكلها محافظ جرش مكونة من متصرف ومدير زراعة جرش ومدير البيئة ورئيس اتحاد المزارعين).
وبين متحدثون ان المحطة تبعد عن أقرب تجمع سكني قرابة (500) متر فقط وتبعد أقل من (600) متر عن مدخل مدينة جرش (الشارع الرئيسي) وهو مدخل سياحي ومجمع للمطاعم السياحية التي تعد وجهة لجميع الاردنيين، وانه على مسافة اقل من (400) متر يوجد مدرسة اساسية، متسائلين كيف سيأمن الأهل من سكان المنطقة خاصة من سكان المناطق التي تلي موقع المشروع على اطفالهم للذهاب على مدرستهم من خطر السيارات وحوادث الدهس تحت عجلات السيارات الكبيرة او من شرور الكلاب الضالة التي ستنتشر في المنطقة.
يشار الى ان المشروع هو عبارة عن جزأين الأول محطة فرز نفايات بتمويل وتنفيذ من منظمة الانماء الألمانية (giz) والثاني عبارة عن محطة تحويلية لتجميع النفايات من بلديات المحافظة ليتم نقلها فيما بعد الى مكب الاكيدر في الشمال وهو تمويل من السفارة الكندية ومنظمة الانماء الدولية اليابانية (JICA) وتنفيذ برنامج الأمم المتحدة العالمي (UNDP) بقيمة تبلغ 6 ملايين دولار.
الدستور