شريط الأخبار

تراجع السياحة البيئية إلى 35 % العام الماضي

تراجع السياحة البيئية إلى 35 % العام الماضي
شهد قطاع السياحة البيئية “تراجعا حادا في اعداد السائحين الاجانب والمحليين على حد سواء”، خلال الاعوام الماضية، نظرا لارتفاع اسعار الإقامة ونوعية الخدمات المقدمة في المرافق السياحية، ولما تشهده المنطقة كذلك من احداث سياسية.
ودفع ارتفاع الاسعار بالمواطنين الى تفضيل السفر الى الخارج، نظرا لما تقدمه المكاتب السياحية في المملكة من عروض تنافسية لقضاء رحلة في احد بلدان العالم، وبتكاليف مالية تقارب الكلفة في المرافق السياحية البيئية المحلية، وإن كانت تقل عنها في كثير من الأحيان، بحسب معنيين بالقطاع.
ولم ينف القائمون على ادارة بعض المرافق السياحية البيئية تراجع نسبة اعداد السياح الى نحو 35 % العام الماضي، “نظرا لعدم وجود حملات ترويجية تقوم بها وزارة السياحة والآثار لهذه المناطق خارجيا وداخليا، مشيرين الى انها تركز حملاتها الترويجية على البترا والبحر الميت والعقبة فقط.
الا ان رد الوزارة جاء مغايرا لذلك، حيث اكدت انها “تولي اهمية قصوى للسياحة البيئية باعتبارها جزءا مهما من مكونات المنتج السياحي الوطني وتسعى لتنشيطها وتسويقها”.
على ان المواطن محمود البوريني يرى ان الوزارة “لا تروج بالصورة الكافية للمناطق البيئية السياحية وان جل اهتمامها ينصب على البترا والعقبة”.
ودلل على رأيه بأنه لم يسمع قط عن وجود اكثر من خمس محميات بيئية، من الممكن الاستمتاع بمرافقها، وأن محمية ضانا الواقعة في محافظة الطفيلة هي المنطقة الوحيدة التي تقع ضمن معرفته.
ورغم معرفة المواطنة بانة صالح للعديد من الاماكن السياحية البيئية، وما تحتويه من تنوع حيوي وميزات جمالية طبيعية، “الا أنها تفضل السفر الى الخارج عن ارتيادها”.
وأرجعت صالح أسباب ذلك الى ارتفاع رسوم الإقامة والخدمات المقدمة في هذه المرافق، والتي “تقارب تكاليف رحلة سياحية شاملة لأي دولة عربية او اوروبية”.
وأوضحت ان العروض التنافسية التي تعلنها المكاتب السياحية للرحلات السياحية الخارجية تدفع بالمواطنين الى التوجه اليها هربا من ارتفاع الاسعار محليا.
بدوره، ايد مدير محمية ضانا عامر الرفوع ان توجه المكاتب السياحية “يقتصر على تقديم عروض تنافسية لرحلات خارجية وليست محلية”، بالتوازي مع تراجع اعداد الزوار الأجانب للمحمية بنسبة 35 % عن الاعوام الماضية.
واعتبر ان الترويج الخارجي للسياحة الاردنية “اوقف ولم يعد كما كان سابقا”، بحسبه.
ولفت الرفوع الى ان ضعف الترويج للمناطق السياحية البيئية خارجيا يعد سببا رئيسيا في تراجع أعداد السائحين، مقارنة بعام 2010 الذي شهد توافدا لأعداد هائلة من الزوار للمحمية.
ورأى الرفوع ضرورة الاتفاق مع المكاتب السياحية بالتنسيق مع وزارة السياحة من اجل إدخال المناطق السياحية البيئية ضمن عروضها الترويجية ورحلاتها الخارجية والداخلية وبأسعار تشجيعية.
وفي موازاة ذلك، دعا مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة يحيى خالد، الى وضع السياحة البيئية والطبيعية في الاردن على خارطة العالم، جنبا الى جنب مع الترويج لكل من البترا والعقبة والبحر الميت التي تحتوي على ميزات طبيعية خلابة وجاذبة.
وفي الوقت الذي اكد فيه تراجع اعداد السائحين في مختلف المناطق السياحية البيئية، دعا وزارة السياحة والآثار الى تكثيف حملات الترويج لجميع المواقع السياحية في المملكة على حد سواء.
وعزا تراجع اعداد السائحين، الى غلاء الاسعار في المرافق السياحية، وكذلك المطاعم والفنادق، مقارنة بانخفاضها في دول اخرى، بات يلسمها الزوار بشكل واضح.
لكن مدير محمية عجلون ناصر العباسي، اكد ان “الضرائب المفروضة على الخدمات السياحية، وكذلك ارتفاع اسعار الكهرباء والماء دفعت بإدارات المحميات الى زيادة رسوم الاقامة في مرافقها التي تصل لنحو 66 دينارا لليوم الواحد”.
ولا تشمل تلك الاسعار، وفق العباسي، الوجبات الغذائية الثلاث او استخدام المرافق، وهو ما يدفع بالكثير من السائحين المحليين الى تفضيل السفر للخارج لتدني تكاليف الرحلات السياحية الى مختلف الدول، مشيرا الى ان رواد محمية عجلون هم من الاردنيين فقط.
ورغم هذا التراجع، تسعى وزارة السياحة والآثار الى تنفيذ برامجها التي تستهدف تشجيع السياحة المحلية، مثل برنامج “الأردن أحلى” الذي يدعم رحلة العائلة الأردنية إلى مختلف المواقع السياحية والمحميات وبسعر تشجيعي يصل الى النصف، وفق امين عام الوزارة عيسى قموة.
ولفت قموة إلى ان الوزارة تنظر الى مستقبل هذه السياحة بتفاؤل، مشيرا الى توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني للارتقاء بأداء القطاع السياحي، وحزمة القرارات الحكومية التي ستؤمن بالتأكيد فرصا أقوى لإعادة الزخم السياحي من جديد.
غير أن السياحة البيئية كجزء أساسي في منظومة السياحة الكلية، وفق قموة، كانت ضحية تداعيات الأحداث الإقليمية، وانحسار السياحة العالمية بسبب تراجع الاقتصاد.
ولفت الى ان العام 2015 مقارنة مع العام 2014 شهد تراجعا حادا في أعداد الزوار، حيث وصل في محمية ضانا ونزل فينان الى نحو 50% بمعدل 2700 زائر.
كما تراجع الى 60 % في محمية الأزرق أي 13550 زائرا، و28 % في وادي رم بمجموع زوار وصل الى 66 ألفا، فيما شهدت محميتا الموجب وعجلون زيادة في أعداد الزوار، بنسبة 3% ( 17 الف زائر)، و 27 % (17 الف زائر) على التوالي.
ومن أهم المشاريع التي تضعها الوزارة لتطوير السياحة البيئية، كما يقول قموة، البدء بمشروع المسار السياحي للبادية الشمالية الشرقية بالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، لإقامة 10-12 نزلا بيئيا.
وأكد قموة ان الوزارة ملتزمة بمبادئ السياحة البيئية الواردة في تعريف منظمة السياحة العالمية، وبتعاون كامل مع القطاع الخاص شريكها الاساسي “في الحث على اتباع أساليب متعددة للحفاظ على البيئة، من أهمها تدوير المياه وتوفير الطاقة الكهربائية والاشتراك في النشاطات التي لا تعكس تأثيرا سلبيا على البيئة”.
وسعيا من الوزارة نحو تحويل المكونات الطبيعية والعوامل المناخية الفريدة والمميزة التي تزخر بها محافظات المملكة الى منتجات سياحية مميزة، باشرت الوزارة، بحسب قموة، بتطوير مسارات سياحية في تلك المناطق، التي تتنوع فيها العناصر السياحية التاريخية والثقافية والبيئية والدينية، لتشكل في مجموعها خريطة متكاملة للقطاع، بهدف إثراء تجربة السائح وتمكين المجتمعات المضيفة من عملية الصناعة السياحية.