التقرير الاول من نوعه يمهد الطريق لمستقبل اكثر استدامة للنفايات الصلبة في الأردن
عمان – اجتمع اليوم عدد من ألأطراف الفاعلة وممثلون عن الحكومة الأردنية والجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني من أجل إطلاق التقرير الاول من نوعة على مستوى المملكة حول تصورات المجتمع لإدارة النفايات الصلبة والسلوكيات المتعلقة بها. بتكليف من منظمة أوكسفام في الأردن وتنفيذ شركة IPSOS. دراسة “إعادة التدوير على مستوى المملكة” تسلط الضوء حول التصورات المتعلقة بالقمامة والنفايات وإعادة التدوير في الأردن وتمهد الطريق لمبادرات هادفة تسعى لمستقبل أكثر استدامة للنفايات الصلبة.
يبين التقرير على أن قلة الوعي البيئي في الأردن يعود في المقام الأول إلى انشغال المجتمع بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية. مع انشغال معظم الافراد في تلبية احتياجاتهم اليومية، فإنه قد يصعب عليهم تحديد الاستدامة البيئية كأهم اولوياتهم . كما ان الاقلية التي تعيد الاستخدام أو تعيد التدوير تقوم بذلك لأسباب اقتصادية أكثر منها لأسباب بيئية، كما كشفت الدراسة انه حتى عند وجود الدافع والوعي البيئي ، فأن الجهود تتضاءل بسرعة بسبب نقص المعلومات والموارد والبنية التحتية والخدمات في قطاع النفايات الصلبة في الأردن.
وقال سيف نمري ، المدير العام لمؤسسة إيبسوس الأردن والعراق: “تشير دراسة مؤشر ثقة المستهلك الأردنية باستمرار إلى أن الافراد تغمرهم الضغوطات مالية التي يواجهونها، الامر الذي من دوره يدفع بالقضايا البيئية إلى الانخفاض في قائمة اهتماماتهم”. وأضاف “تُظهر المبادرات البيئية وعداً اقتصادياً من خلال خلق فرص العمل وانخفاض الاعتماد على استيراد المواد الخام. ومع ذلك ، فإن أحد التحديات الرئيسية يكمن في تحسين الوعي البيئي وتصحيح الاعتقاد الخاطئ ما بين مفهومي إعادة الاستخدام وإعادة التدوير في المملكة.
يعد التقرير مجرد واحدة من سلسلة من المبادرات التي تطلقها منظمة أوكسفام في الأردن كجزء من حملة “بيئتك بيتك” لتذكير الافراد بان بيئتهم هي ايضاً منزلهم . حيث تهدف المبادرات إلى زيادة مستويات الوعي البيئي في الأردن وبالأخص التركيز على الفئات الشبابية ، والبدء في التوسع في تنفيذ مشاريع ريادية تعالج بعض من هذه التحديات الاجتماعية والاقتصادية من خلال خلق وظائف في القطاع مع تلبية الاحتياجات اللازمة لإدارة النفايات الصلبة. ومن أهم هذه المبادرات إطلاق موقع إلكتروني فريد من نوعه يساعد في توصيل الزائرين من جميع أنحاء المملكة بمعلومات عن إدارة النفايات وإعادة التدوير بالإضافة إلى الموارد والمرافق والخدمات المحلية والقريبة منهم. حيث قامت أوكسفام في اختار منصة عبر الإنترنت ، بعد أن أشارت نتائج التقرير إلى أن أكثر من 50 في المائة من الجمهور الأردني يعتمد على الإنترنت للحصول على المعلومات المطلوبة.
وقالت نيكي مونغا ، مديرة منظمة أوكسفام – الأردن: “نأمل أن توفر نتائج التقرير والمبادرات ذات الصلة التي أطلقناها, منصة انطلاق يمكن من خلالها إيجاد حلول مبتكرة بين الحلفاء والشركاء. لا تزال أزمة المناخ العالمي تهدد سبل العيش في جميع أنحاء العالم، كما يقوم التقرير بوضع توصيات ، إذا تم القيام بها ، يمكن أن تنهض بالأردن ليكون نموذج ريادي للتحول البيئي الايحابي في المنطقة. وأن تكون مثال يحتدى به لرفع التوعيه وخلق وظائف في القطاع البيئي مما سيسهم الى جعل الأردن أكثر خضاراً ونظافة “.
على الرغم من احتضانه على العديد من المدن الأئرية والجبال والاودية الصخرية الخلابة، بالإضافة الى إحدى عجائب الدنيا الجديدة، الا أن الأردن ينتج أكثر من مليوني طن من النفايات الصلبة كل عام – أي ما يعادل حوالي 4000 طائرة نقل جوي كبيرة. أقل من عشرة في المائة من هذه المواد يتم إعادة تدويرها، وهذا يعني أن تزايد تراكم النفايات لا يهدد هذه المناظر الطبيعية الجميلة فحسب، بل والمجتمعات المحلية والأماكن العامة والقطاع الزراعي على حدً سواء الذي تعتمد عليه المملكة. علاوة على ذلك، إن القيام بذلك بشعور من الإلحاح في الوقت الذي لا يزال هناك بعضً من الوقت هو أمر أساسي لإيقاف تكلفة الفرصة الضائعة والمفقودة حتى الآن داخل هذا القطاع.
تشكر منظمة أوكسفام مؤسسة (الوكالة الالمانية للتعاون الدولي )Deutsche Gesellschaft für Internationale Zusammenarbeit (GiZ) ، التي أتاح تمويلها السخي هذه المبادرة.