تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأربعاء، عن الحمل العنقودي الذي يحدث نتيجة خطأ جيني أثناء عملية الإخصاب، ويكون أشبه بالورم، وقد يتحول إلى أحد أنواع السرطانات نادرة الحدوث.
وتبين نشرة المعهد أسباب الحمل العنقودي، وأعراضه، وضرورة إزالته بسبب خطورته وعدم إمكانية تحوله إلى حمل سليم، إضافة إلى علاجه، وطرق وإجراءات التخلص منه.
أثناء الحمل الطبيعي، تنمو المشيمة داخل الرحم ويتغذى الجنين من خلال الحبل السري، أما في الحمل العنقودي فيحدث تطوّر غير طبيعي للحمل حيث تنمو في الرحم أنسجة غير طبيعية من الخلايا بدلاً من تكون المشيمة، وتكون هذه الأنسجة عبارة عن تكيّسات تشبه الحويصلات، ويكون الحمل أشبه بالورم وله مظهر مجموعة كبيرة وعشوائية من مجموعات الخلايا الشبيهة بالعنب.
يكون نمو هذه الأنسجة في الحمل العنقودي سريعاً مقارنةً بنمو الجنين الطبيعي ويمكن أن يتحوّل هذا الورم إلى نوعٍ من أنواع السرطان النادرة الحدوث، ويجب على الطبيب مراقبة تطور هذا الحمل، وإجراء عملية تنظيف الرحم بالسرعة الممكنة.
الأسباب:
تحتوي الخلايا البشرية الطبيعية على 23 زوجًا من الكروموسومات (نصفها من الأم والأخرى من الأب). يحدث الحمل العنقودي نتيجة خطأ جيني (خلل في الكروموسومات) أثناء عملية الإخصاب، ويحدث هذا عادةً عندما يتم تخصيب البويضة التي لا تحتوي على معلومات وراثية بواسطة حيوان منوي (حمل عنقودي كامل)، أو عندما يتم تخصيب البويضة الطبيعية بواسطة اثنين من الحيوانات المنوية (حمل عنقودي جزئي). عندما يحدث هذا، لا تستطيع البويضة المخصبة البقاء على قيد الحياة. وعادة ما تموت بعد أسابيع قليلة من الحمل.
أنواع الحمل العنقودي:
– الحمل العنقودي الكامل:
يحدث هذا النوع عندما يتم تخصيب بويضة فارغة بحيوان منوي واحد أو اثنين، وتكون جميع الجينات من الأب وبذلك لا يوجد جنين وتتكون مشيمة غير طبيعية.
– الحمل العنقودي الجزئي أو غير الكامل:
في هذا النوع تبقى كروموسومات الأم، لكن الأب يوفر مجموعتين من الكروموسومات. ونتيجة لذلك، يحمل الجنين 69 كروموسومًا بدلاً من 46. وكثيرًا ما يحدث ذلك عندما يخصب حيوانان منويان إحدى البويضات، مما يؤدي إلى إنتاج نسخة إضافية من جينات الأب وبذلك يكون كلٌ من المشيمة والجنين (البويضة المخصبة) غير طبيعيين.
عوامل الخطورة:
– العمر: تزداد احتمالية حدوث حمل عنقودي في النساء الأكبر من 35 عامًا أو أصغر من 20 عامًا. ويزداد خطر الإصابة مع تقدم المرأة في السن.
– حدوث حمل عنقودي سابق: إذا سبق أن عانيتِ من حدوث حمل عنقودي، تزداد احتمالية حدوثه مرة أخرى.
– تاريخ عائلي للحمل العنقودي: كانت هناك حالات نادرة لنساء من نفس العائلة لديهن حمل عنقودي واحد أو أكثر.
– التغذية / النظام الغذائي: ربطت بعض الدراسات المستويات المنخفضة من الكاروتين وفيتامين أ في النظام الغذائي بزيادة مخاطر الإصابة بالحمل العنقودي
– فصيلة الدم: فصائل الدم المحددة – A وAB – قد تزيد بشكل طفيف من خطر الإصابة للحمل العنقودي.
الأعراض:
قد يشبه الحملُ العنقودي في البداية الحملَ الطبيعي، لكن بمرور الوقت، قد تشكو السيدة مما يلي:
– نزيف من المهبل أو إفرازات داكنة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل: قد تلاحظين نزيفًا مهبليًا يتراوح لونه من الأحمر الفاتح إلى البني الغامق، وقد يحتوي هذا النزيف أو الإفرازات على كتل صغيرة تشبه العنب.
– قيئ وغثيان شديدان أو بشكل متكرر.
– حدوث ضغط في الحوض أو ألم فيه.
– ارتفاع ضغط الدم.
إذا واجهت أي علامات أو أعراض للحمل العنقودي، فاستشيري طبيبك. قد يكتشف علامات أخرى للحمل العنقودي ، مثل:
نمو الرحم السريع حيث يكون الرحم كبيراً جدًا بالنسبة لمرحلة الحمل، وضغط دم مرتفع أو تسمم الحمل، وتكيسات المبيض، وفقر دم، وفرط نشاط الغدة الدرقية.
العلاج:
– لا يوجد أي احتمال أن يتحول الحمل العنقودي إلى حمل سليم، ولذلك يجب إزالة الحمل العنقودي في أقرب وقت ممكن.
– يتم استئصال الحمل بواسطة عملية جراحية، يمكن إجراؤها تحت تأثير التخدير الموضعي أو التخدير العام. إن مدة العملية الجراحية قصيرة، ولا تستمر أكثر من 15 دقيقة إلى 30 دقيقة.
– تتم العملية عن طريق المَهْبِل ولا تستدعي شق البطن. في حالة كان حجم الأنسجة كبيراً، والمرأة ليست لديها رغبة في الإنجاب، يمكن استئصال الرحم بالكامل.
– يتم بعد العملية الجراحية، متابعة مستوى هرمون الحمل في الدم، لكي نتأكد من أنه تمت إزالة الأنسجة بشكل كامل.
– بعد عودة مستوى الهرمون إلى المستوى الطبيعي، تستمر متابعة الحالة لمدة نصف سنة وحتى سنة.
** في عدد قليل من حالات الحمل العنقودي، قد يكون هناك بعض الأنسجة المتبقية بعد العمليةالتي يمكن علاجها بالأدوية مثل الميثوتريكسات والذي يوقف النمو السريع للأنسجة .